25 August 2009
!! .. قلوبنا يا عقولنا











مدخل .. ،

بحكم شيخوختي المبكرة التي أُصِبتُ بها في عالم اكتشاف الظواهر الخفيه ،
وخاصة التي تكون بين الكائنات الحيه ، و تحديداً بين البشر .
فإنني وصلت إلى مرحلة الفلسفة اللاشعورية عنها .. !!
ولذا اسمحوا لي بالبدء في سردها ، و اسمحوا لعقولكم أن تستوعبها .

.
.



(1) حينما نأتي إلى مكان جديد : كمقرٍ لعمل جديد ، أو مدرسة جديده ، أو جامعه ..
أي مكان يحتوي على أشخاص لم يسبق لنا معرفتهم .
فإننا نبدأُ بملاحظة الأشخاص .. حركاتهم ’ كلماتهم ، أخلاقهم ومظهرهم ..
وتبدأ عمليات التحليل و الإختبار في عقولنا لـ أولئك الأشخاص ، حتى نصل إلى النتيجه .
بعدها ترسل عقولنا الأوامر إلى أعضائنا بالتوجه للأشخاص الناجحين في الإختبار ، و تقنعها بأنهم الأفضل و أنه لا مكان للتراجع ، فتبدأ العلاقه - كل شئ تمام للحين - .
يمر اليوم ، اليومين والثلاثة ... ونكون أصدقاء ، و تتوغل علاقتنا ببعض حتى تتشرب عروقنا منها وتنتفخ تخمةً .. !!


(2) بعد الإرتواء بفتره ، نفيق من تأثير عقولنا و أوامرها ، فنبدأ بمشاهدة الأشخاص حولنا - طبعاً غير أصدقائنا -
نتدبر حركاتهم ، ضحكاتهم ، حكاويهم ، مشيتهم ، ابتسامتهم النقيه ، ذكائهم و جمالهم .
فتصرخ قلوبنا ، ليتنا نكون معهم ..
تحاول أقدمنا السير نحوهم ، ولكن خوفها من مخالفة أوامر العقل الظالمة يمنعها من التقدم مليمتر واحد نحوهم .. !!
ألسنتنا و جوارحنا كلها تنجذب نحوهم ولكنها تخضع لسيطرةٍ غير آبهة بما تريد .
كل شئ جامد ..
العينان تتأملان والقلب يتأوه حسرة ..


(3) تستمر صداقتنا ، نحن سعداء ، نحن راضون بهم ، ولكن صداقتنا تفتر يوماً بعد يوم ،
لأننا نراهم - أولئك الذين نريدهم - و لا نستطيع أن نصل إليهم ..
نحن لا نريد أن نكون معهم دوماً يكفينا السلام و الحديثُ دقائقٌ في كل يوم .. !!


(4) تمر الأيام ، تتلوها الأيام ، و في كل يوم نقول سَيُفْتحُ اليوم لنا بابً ، سنتحرر اليوم من قيودنا ، سنتخلص اليوم من خوفنا ،
من خجلنا ، من سيطرة عقولنا ، من كبرياء نفوسنا ، من مكر حسادنا ..
كل يوم نقول ، سجعل الله اليوم فتحا ، سيجعله فرجا ..


(5) حينما لم يبقى سوى أشهر قليلة جداً على انتهاء عقد عملنا ، تخرجنا من جامعتنا أو مدرستنا ، رحيلنا عن كل من حولنا ..
تهتز كل الموازين حولنا وتتخبط ، تبدأ المظاهرات بالخروج على العقل لتوقفه عند حده ، حتى يستسلم بفعل القوة الخارقة التي تفجرت فجاه ..
ويقول : افعلوا ما شئتم أنتم اليوم طلقاء .. !!
تسترخي الجوارح وتتهلل ، تبدأ بالإقتراب قليلاً قليلاً نحوهم ..
ابتسامه .. فسلام .. فسؤال .. فــ لحظة الفراق حانت ..
فيها يكون سلام حار و كلمتين من كل طرف تكشف لنا بأنهم يتأوهون مثلنا .



مـ خ ـرج ..

عندما يسكنني شئ ..
يرافقني كثيراً ، ويهطل علي دون إنذار ..!!
عندما يرجف قلبي و أشعر بالحرارة
تنبعث من وجنتي ..

في البدء ، أقف مستغربة هذه الظاهرة ..
ولكن بعد لحظات قد تطول إلى أيام ..
أعلم أن دفءُ ذكراهم زارني ..

Labels:

6 Comments:

Blogger HάķöØnã✿რätatã said...

I have read ur posts .. I like ur words .. it makes me feel it^^ ..
nice blog..
nice words..
nice design..

keep it up sweetie..^^
Good luck..=)

August 26, 2009 at 7:13 PM  
Anonymous صفاء الدغيشي said...

الأوطان تلك
كانت تحتاجُ نقرة قلب


عليكِ أن تتبعي قلب إحساسك في كل مرة قادمة
عندها يبدو الاختناق الإرادي هوااء تطمئنين إليه
أنهم فيكِ


يا أريج
صوتكِ هُنا جميل بمنولوجكِ الناطق

August 26, 2009 at 10:11 PM  
Blogger BeLiEviNg said...

هكونا متاتا

(عيونك الحلوه)ا
أسعدني تواجد
لا تحرمينا طلاتك
^.^

August 27, 2009 at 12:48 AM  
Blogger BeLiEviNg said...

صفاء

نعم ، نحتاج لأن نسمع لقلوبنا
ولا ندع عقولنا وحكمتها وحدها تتحكم بمصيرنا
فليس دوماً التفكير بالعقل صحيح

،

في المره القادمه
أعلم أن عقلي سيستشير قلبي قبل كل خطوه

،
صفاء ، شكراً لهكذا مديح

August 27, 2009 at 1:32 AM  
Anonymous Jwaher said...

أريج
لقد عشت تلك الاحرف
وفي كُل مره استسلم لسيطرة عقلي

بقولي
لعلها خيره
ولكنني هنا في وطنك
اقول لامجال لسيطرة العقل

على جميل تفكريك(f) لكـ

August 28, 2009 at 9:08 AM  
Blogger BeLiEviNg said...

جواهر

طريق العقل آمن غالياً لكنه غير ممتع
وطريق القلب مملوء بالمخاطر
و أيضاً بالنكهة الجميلة للحياة
،
لذا لابد لنا من السير في المنتصف
حتى لا نظلم أنفسنا
فـ خير الأمور أوسطها

ولكِ باقة ورد ياجميلة

September 1, 2009 at 3:48 AM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home